×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فقد تكون ليلة القدر في الأيام التي تركها، وهذه هي الحكمة الإلهية في إخفاء هذه الليلة في هذا الشهر حتى يجتهد المسلم في كل الشهر لينال ثواب ليلة القدر وثواب الشهر كاملاً، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ومن فضائل هذا الشهر أن تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران؛ وذلك من أجل أن يجتهد المسلم في العمل للجنة فالعمل ميسر له، والجنة مفتوحةٌ له ويُدعَى إليها كل ليلةٍ، كل ليلةٍ ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلةٍ، فتُفتَح أبواب الجنة، ويُيسر العمل لها ويُسهَّل العمل لها؛ لأن فتح أبواب الجنة يستدعي منا أن نرغب فيها وأن نغتنمها وأن نكثر من الأعمال التي تسبب لنا دخولها، وتغلق أبواب النار وذلك لأجل أن المسلم يبتعد عن المعاصي التي هي سببٌ لدخول النار، وسر هذا الحديث ظاهرٌ في أنه مطلوبٌ من المسلمين أن يكثروا من الأعمال الصالحة في شهر رمضان؛ لأنها مُفتَّحةٌ لهم أبواب الجنة يتسابقون إليها ومُغلقةٌ عنهم أبواب النار، ولذلك تقل المعاصي في رمضان من المسلمين لأن أبواب النار مُغلَقة عنهم فلذلك تقل معاصيهم في شهر رمضان وينفرون من المعاصي لأن النار مغلقةٌ عنهم وهذا بفضل الله سبحانه ورحمته بعباده. ومن فضائل هذا الشهر أنه تُغلُّ فيه الشياطين بمعنى أنها تربط أيديهم إلى أعناقهم فلا يستطيعون أن يتسلطوا على المسلمين، كانوا قبل رمضان، يوسوسون، وكانوا يعوقون عن الطاعات، ويأمرون بالمنكرات فعمل الشياطين هو الدعوة إلى النار والدعوة إلى المعاصي والتثبيط عن الطاعات والتزهيد في الطاعات. هذا عمل الشيطان مع بني آدم يدعوهم إلى النار ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ


الشرح