بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ ١٠﴾ [البقرة: 8- 10]، وليس الإيمان هو في القلب فقط بدون نطق اللسان كما هو قول فرقةٍ من المرجئة، فإن الكفار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعترفون بنبوته في قلوبهم ويعرفون أنه الصادق الأمين قال تعالى: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33] يمنعهم الكبر عن النطق بالشهادتين. بشهادة أن محمدًا رسول الله، ويمنعهم الحسد تمنعهم أمورٌ أخرى أن ينطقوا بالإيمان وهم يعترفون به في قلوبهم فلم ينفعهم ذلك، وليس الإيمان هو النطق باللسان، والاعتقاد بالقلب كما تقوله فرقةٌ من المرجئة بل لا بد مع ذلك من العمل الصالح، ولهذا غالبًا ما يأتي الإيمان في القرآن مقرونًا بالعمل الصالح لأن الإيمان بدون عملٍ لا يسمى إيمانًا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [يونس: 9]. ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلنَّعِيمِ ٨ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٩﴾ [لقمان: 8، 9]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا﴾ [الكهف: 107] ثم الإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي فكلما أطاع العبد ربه زاد إيمانه وقوي يقينه، وكلما عصى الله عز وجل نقص إيمانه حتى يكون مثل وزن حبة الخردل أو أقل من ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1]). ويزيد بالطاعات كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ﴾ [مريم: 76]، وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد