ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [التوبة: 124] فالإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي خلافًا للمرجئة فكلما عصا العبد ربه نقص إيمانه، وهذا النقص يكون بالذنوب الكبائر والصغائر، فمن عصى الله سبحانه وتعالى فإنه ينتقص إيمانه نقصًا بحسب ذلك الذنب، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السارق حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ([1]) بمعنى أن ذلك ينقص إيمانه (أي ليس بمؤمنٍ الإيمان الكامل)؛ لأن إيمانه قد نقص بهذه الذنوب وهذه الكبائر فيخرج من كمال الإيمان إلى الفسق فيكون مؤمنًا فاسقًا أو مؤمنًا عاصيًّا فالمعاصي تنقص الإيمان سواءٌ كانت كبائر أو صغائر فعلى المسلم أن يحافظ على إيمانه، وأن يكمله بالطاعات والقربات وأن يحذر من نقصه بالمعاصي والسيئات، إن هذا الإيمان له أركانٌ ينبني عليها كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَان: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([2]) هذه أركان الإيمان الستة التي يقوم عليها الإيمان، فإن نقص منها ركنٌ فإن الإيمان لا يقوم ولا يصح؛ لأنه لا يقوم إلا على هذه الأركان؛ لأن كل بنيانٍ لا يقوم إلا على أساساته وأركانه ومبانيه والإيمان شُعَبٌ تكمل هذه الأركان قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([3])، والمؤمنون لهم صفاتٌ ذكرها الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز تدل على إيمانهم وصدقهم،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2343)، ومسلم رقم (57).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد