هؤلاء النساء؛ لأنهن ليس منهن خطرٌ في المستقبل، ولكن الله سبحانه وتعالى
قال: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ
عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ
وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي
ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ
يَحۡذَرُونَ ٦﴾ [القصص: 5، 6]، فعند ذلك وُلِدَ موسى ونجاه الله من القتل وعاش عيشةً
قويةً في بيت فرعون؛ لأن فرعون تبناه، وهذا من أعجب آيات الله سبحانه وتعالى أن
الذي كان يحذر منه صار يربيه، فلما بلغ أشده واستوى وحصل منه ما حصل من قتل رجلٍ
من القبط وتآمروا بقتله والانتقام منه هرب منهم إلى أرض مدين وبقي فيها مدةً
طويلةً تزوج منهم في مقابل أن يرعى الغنم فرعى الغنم عشر سنين مهرًا لهذه المرأة
التي تزوجها ثم لما أكمل المدة عاد إلى أرض مصر معه زوجته. وبينما هو في الطريق
وفي الليل المظلم وفي البرد الشديد إذ رأى نارًا فأراد أن يذهب إليها وكان قد ضلَّ
الطريق ذهب إلى النار ليأتي منها بخبرٍ يدلهم على الطريق أو يأتي منها بقبسٍ
يستدفئون به من البرد فإذا هذه النار آيةً من آيات الله سبحانه وتعالى فعندها كلمه
الله سبحانه وتعالى واختاره لرسالته وأمره أن يذهب إلى فرعون وأن يدعوه إلى الله
لعله يتوب؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يأخذ الكفار والمعاندين إلا بعد أن يقيم
عليهم الحجة فطلب موسى من ربه أن يجعل معه أخاه هارون وزيرًا له فأجاب الله دعوته،
فذهب موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون بأمر الله سبحانه وتعالى وعرضا عليه
الإسلام وعرضا عليه أن يخلي عن بني إسرائيل وألا يعذبهم، فعند ذلك غضب فرعون على
موسى وذكَّره بتربيته له ولم يعلم أن دعوته إلى الله أعظم مكافأةً له يقدمها موسى
إليه لو أنه اهتدى وقال ﴿فَمَن رَّبُّكُمَا
يَٰمُوسَىٰ﴾ [طه: 49]، وقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي﴾ [القصص: 38]، وقال لموسى: ﴿قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ
إِلَٰهًا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد