غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ
مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ﴾ [الشعراء: 29]، وقال: ﴿أَنَا۠
رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24] فعند ذلك قال له موسى إن معه بيِّنة من الله تدل على أنه
رسولٌ من عند الله ﴿قَالَ إِن كُنتَ
جِئۡتَ بَِٔايَةٖ فَأۡتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [الأعراف: 106] يتحدى موسى
فألقى موسى عصاه، العصا التي كانت في يده ألقاها على الأرض فصارت حيةً عظيمةً ونزع
يده من جيبه فإذا هي بيضاء كالشمس ومع هذا كابر فرعون وقال هذا سحرٌ وعندنا سحرةٌ ﴿فَلَنَأۡتِيَنَّكَ بِسِحۡرٖ
مِّثۡلِهِۦ﴾ [طه: 58]، فجمع السحرة وتواعدوا مع موسى في يومٍ معينٍ واجتمع الناس ليروا
من هو الغالب من الفريقين فأمرهم موسى أن يُلقوا ما معهم فألقوا حبالهم وعصيهم
وامتلأ الوادي بها وألقوا عليها القمرة وهي السحر التخيلي فصارت تتحرك في مرأى
الناس لما ألقوا عليها من القمرة قال تعالى: ﴿يُخَيَّلُ
إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ [طه: 66]، وهي في الحقيقة عصيٌّ وحبالٌ وإنما
بسبب القمرة والسحر التخيلي الذي ألقوه عليها صارت كأنها تسعى ثم عند ذلك أمر الله
موسى أن يلقي عصاه فألقى عصاه فإذا هي ﴿تَلۡقَفُ
مَا يَأۡفِكُونَ﴾ [الشعراء: 45]، أي تبتلع كل ما ألقوه في الوادي حتى خشوا أن تأتي عليهم
وأن تلتقمهم عند ذلك أدرك السحرة أن ما مع موسى ليس سحرًا؛ لأنهم أهل مهنةٍ
ويعرفون السحر فعرفوا أن الذي مع موسى ليس هو من قبيل السحر وإنما هو آيةٌ من الله
فآمن السحرة وخرُّوا ساجدين لرب العالمين، فعند ذلك غضب فرعون وقال لهم ﴿ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ
ءَاذَنَ لَكُمۡۖ﴾ [الأعراف: 123] ثم اتهمهم بأنهم تمالئوا مع موسى عليه السلام ليفسدوا ملك
فرعون فبطش بالسحرة بأن قطَّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ وصلبهم على جذوع النخل حتى
ماتوا، وعند ذلك قال قوم فرعون: ﴿أَتَذَرُ
مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد