فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأعراف: 127] ؛ لأنهم لما فرغوا من السحرة الذين أسلموا التفتوا إلى موسى ومن معه فقالوا: ﴿أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ﴾ [الأعراف: 127]، قال فرعون: ﴿سَنُقَتِّلُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡ وَإِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَٰهِرُونَ﴾ [الأعراف: 127] فزاد حنقةً وغيظةً على بني إسرائيل وتوعدهم بهذا الوعيد الشديد عند ذلك أمر الله رسوله وكليمه موسى عليه السلام أن يخرج بالمسلمين من أرض فرعون فخرج بهم في الليل متوجهًا إلى حيث أمره ربه سبحانه وتعالى فلما علم فرعون بخروجهم ازداد غضبه وحنقه عليهم فجمع الناس وجمع رعيته من المدائن وقال: ﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ ٥٤ وَإِنَّهُمۡ لَنَا لَغَآئِظُونَ ٥٥ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ ٥٦﴾ [الشعراء: 54- 56]، فخرجوا في أثرهم يريدون البطش بهم فلما كان وقت شروق الشمس وإذا هم قد لحقوا بموسى ومن معه عند ساحل البحر فقال عند ذلك قوم موسى: ﴿إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ﴾ [الشعراء: 61] يعني أن البحر أمامنا والعدو خلفنا وليس لنا مفر قال موسى ﴿قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ﴾ [الشعراء: 62]، فأوحى الله إليه ﴿أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ﴾ [الشعراء: 63]، فضرب البحر فانفلق فصار طريقًا يابسة اثني عشر طريقًا بقدر أسباط بني إسرائيل فسلكوا البحر طريقًا يبسًا لا يخافون دركًا ولا يخشون عدوًّا وخرجوا من البحر سالمين ثم دخل فرعون ومن معه في أثرهم فلما تكامل فرعون ومن معه في البحر أطبقه الله عليهم وعاد البحر كما كان بحرًا متلاطمًا أمواجًا، فغرق فرعون ومن معه من الجنود الهائلة وبنو إسرائيل ينظرون إليهم ولما أدركه الغرق قال: ﴿ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 90] قال الله له: ﴿ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٩١ فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد