عَنۡ
ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ ٩٢﴾ [يونس: 91، 92] فقذف البحر بجثة فرعون ينظرون إليها حتى يتحققوا أنه قد
مات وهلك. وهذا ملخص قصة موسى عليه السلام مع فرعون وما انتهى إليه الأمر، وكان
هذا الحدث العظيم في اليوم العاشر من شهر الله المحرم في يوم عاشوراء فصام موسى
والمسلمون هذا اليوم شكرًا لله عز وجل ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
وجد اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم فقالوا إنه يومٌ نجّى الله فيه موسى وقومه
وأغرق فيه فرعون وقومه فنحن نصومه كما صامه موسى، فقال نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» ([1]) فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، ولما كان اليهود يصومونه أراد أن
يخالفهم فأمر بصوم يومٍ قبله أو يومٍ بعده مخالفةً لليهود. وأخبر صلى الله عليه
وسلم أن صوم يوم عاشوراء يكفِّر الله به السنة الماضية فهو يومٌ عظيمٌ يستحب صيامه
شكرًا لله سبحانه وتعالى فصيامه سنّةً مؤكدةً فصوموه بارك الله فيكم اقتداءً
بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم واقتداءً بكليم الله موسى واغتنموا أجره لتحصلوا
على ثوابه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿هَلۡ
أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ ١٥ إِذۡ نَادَىٰهُ
رَبُّهُۥ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى ١٦ ٱذۡهَبۡ
إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ١٧ فَقُلۡ هَل
لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ ١٨ وَأَهۡدِيَكَ
إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ ١٩ فَأَرَىٰهُ ٱلۡأٓيَةَ
ٱلۡكُبۡرَىٰ ٢٠ فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ ٢١ ثُمَّ أَدۡبَرَ يَسۡعَىٰ ٢٢ فَحَشَرَ
فَنَادَىٰ ٢٣ فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ
٢٤ فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ
٢٥ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّمَن
يَخۡشَىٰٓ ٢٦﴾ [النازعات: 15- 26].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1130).
الصفحة 5 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد