فسد من علماءنا ففيه شبهٌ من اليهود ومن فسد من عبَّادنا ففيه شبهٌ من
النصارى، وهناك فريقٌ رابعٌ لا علم ولا عمل وهؤلاء هم المعرضون قال سبحانه وتعالى:
﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي
فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا
١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا
فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦ وَكَذَٰلِكَ
نَجۡزِي مَنۡ أَسۡرَفَ وَلَمۡ يُؤۡمِنۢ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِۦۚ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ
أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ ١٢٧﴾ [طه: 124- 127]، قال تعالى:
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ﴾ [الأحقاف: 3] فلا علم ولا عمل ﴿إِنۡ هُمۡ
إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44]، وقد تضمن معنى هذه الآية الكريمة ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ
رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ﴾ [التوبة: 33]. قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله
الرحمن الرحيم ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3]، أقسم سبحانه
بالعصر وهو الدهر، وهو سبحانه وتعالى يقسم ويحلف بما يشاء من خلقه ولا يقسم إلا
بشيءٍ له شأنٌ عظيمٌ، ولهذا أقسم بالعصر وهو الدهر والزمان والوقت؛ لأن هذا العصر
وهذا الزمان وهذا الوقت أمره عظيمٌ، تجري فيه العبر والعظات، وتجري فيه التغيرات،
وهذا العصر يعمل فيه أهل الإيمان ويدخلون الجنان، ويضيعه أهل بالبطالة والخسارة
فيدخلون النيران، يخسرون وقتهم، فهذا الوقت له قيمةٌ وله قدرٌ، وهو الذي إذا حفظته
لطاعة الله سبحانه وتعالى ربحت، وأفلحت وإذا ضيعته خبت وخسرت. وبعض الناس لا قيمة
للوقت عندهم، بل يقضونه فيما يضرهم، وفيما يهلكهم من الغفلات والمعاصي والفسوق
والسيئات، ويقولون نقتل الوقت كأن الوقت عدوٌّ لهم يتخلصون منه بالقتل، ولم يعلموا
أن هذا الوقت هو مناط سعادتهم أو خسارتهم يوم القيامة. قال الله سبحانه وتعالى
لأهل النار: ﴿أَوَ لَمۡ
نُعَمِّرۡكُم مَّا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد