يومًا أو يومين أو أيامًا ثم لا يصبر فيتخلف ويفرغ مكانه في المسجد، وهذه
خسارةٌ عظيمةٌ.
فاتقوا الله عباد الله ولا تكسلوا عن طاعة الله عز وجل. فقد جاء في الحديث «إِنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» ([1]) فعليكم بالصبر والمداومة ومواصلة العمل في شهر رمضان وفي غير رمضان، ولكن في شهر رمضان لما فيه من الخير العظيم وإلا مطلوبٌ من المسلم أن يستمر في العمل الصالح في كل حياته، قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، فليس لعمل المسلم غاية دون الموت. «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([2]). فالمسلم إذا بدأ بالخير لا ينبغي له أن يمل ويتركه بل يواصل ويستكمل الخير ولا سيما في هذا الشهر المبارك العظيم. فأنت مثلاً لو شرعت في إقامة مشروعٍ دنيويٍّ، وأحضرت له المواد والمتطلبات ثم إنك تكاسلت وتركته فإنك لا تنتفع ولا يتم لك مشروعٌ، فكذلك مشروع الآخرة مشروع العمل الصالح. مشروع شهر رمضان الذي هو سوقٌ من أسواق الجنة يتسابق فيه المتسابقون ويتنافس فيه المتنافسون، كان السلف الصالح لا يحزنهم شيءٌ إلا إذا رأوا غيرهم سبقهم إلى الخير، فكان ذلك يحزنهم حزنًا شديدًا، أما إذا سبقهم إلى أمور الدنيا فهذا شيءٌ لا يهمهم، فعلينا عباد الله، أن نغتنم هذا الشهر في حياتنا ربما لا يعود على كثيرٍ منا مرةً أخرى فلنغتنمه قبل فواته وقبل أن تنقطع حياتنا وتكون خاليةً من
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1100)، ومسلم رقم (782).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد