×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

صلاة العصر، فإذا جاء المغرب استيقظ، لا من أجل المغرب وإنما من أجل الأكل والشرب والشهوات، فما ظنكم بهذا؟ ضيَّع الصلوات، وغفل عن ذكر الله عز وجل وضيَّع أوقات هذا الشهر إنه صام عن الطعام والشراب فقط، ولكنه فعل أعظم ما حرَّم الله وهو ترك الصلوات الخمس في أوقاتها، وتضييع الصلوات أو تضييع معظمها. وقد قال الله سبحانه: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡ‍ٔٗا ٦٠ [مريم: 59، 60]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ [الماعون: 4، 5]، والسهو عن الصلاة هو إخراجها عن وقتها سماه الله سهوًا عنها لا بمعنى أنه نسيها، وإنما بمعنى أنه غفل عنها ولم ينتبه لها ولم يهتم بها وسماه الله تضييعًا للصلوات ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ [مريم: 59]، وإضاعة الصلاة ليس معناها تركها بالكلية، وإنما معناها إخراجها عن وقتها فمن أخرجها عن وقتها فقد ضيعها، وصلاته وعدمها سيان لأنها صلاةٌ لا تُحتَسب عند الله؛ لأن الله جعل الصلوات في مواقيتٍ حددها لعباده قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]. فاتقوا الله عباد الله، ومن كان له أولادٌ من هذا النوع فليهتم بهم وليقم عليهم ولينكر عليهم هذا الصنيع، وكذلك إذا كان له نساءٌ أو بناتٌ فلا يتركهن يخرجن في الليل، ويذهبن إلى الأسواق المختلطة وإلى معاكسة الفسّاق، عليه أن يحافظ على أولاده من بنين وبناتٍ فإنه مسئولٌ عنهم يوم القيامة: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِْمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، 


الشرح