×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فالقصاص به تُحفَظ الأنفس ويأمن المجتمع، وقطع يد السارق تُحفَظ به الأموال، وجلد الشارب والسكران تُحفَظ به العقول وقتل المرتد تُحفَظ به العقيدة وإقامة الحدِّ على الزاني تُحفَظ به الأنساب وإقامة الحد على القاذف تُحفَظ به أعراض المسلمين إلى غير ذلك.

وقال صلى الله عليه وسلم: «لحَد يُقَامُ فِي الأَْرْضِ خَيْرٌ لهَا مِنْ أَنْ تُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا» ([1])، وكذلك من أسباب توفر الأمن تحكيم القرآن والسنة، وتحكيم الشرع بين الناس قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» ([2]) فبهذه الأمور يتوفر الأمن، وإذا رجعنا إلى ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجاهلية وجدنا الاضطراب والقلق والخوف وسفك الدماء وسلب الأموال وتسلُّط الظَّلمة، فلما جاء الله جل وعلا بهذا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدين ودخل الناس فيه أفواجًا أمنوا على دمائهم وأموالهم وأعراضهم واستتب الأمن وذهب الخوف وأقرب مثالٍ لذلك هذه البلاد كانت في قلقٍ وخوفٍ وتناحرٍ كل قريةٍ تقاتل القرية الأخرى التي بجانبها، وما يحصل من سلبٍ للأموال، وهتكٍ للأعراض وقتلٍ للأنفس وتناحراتٍ، فلما جاء الله بدعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وساعده آل سعودٍ وأيَّدُوه وقام الجهاد في سبيل الله وأقيمت الحدود أمنت هذه البلاد، واتحدت وصارت دولةً واحدةً بدل ما كانت إماراتٍ متفرقةً وقبائل متناحرةً جمعهم الله على هذا الأمر حاضرتهم وباديتهم حتى استتب الأمن وأشبه زمانهم زمان رسول


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (8738)، وأبو يعلى رقم (6111).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والحاكم رقم (8623)، والطبراني في « الأوسط » رقم (4671).