×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الله صلى الله عليه وسلم. كل ذلك بنعمة الله سبحانه وتعالى وأما الدول الكافرة والدول المدعية للإسلام، وهي التي لا تُحَكِّم الشريعة فكما ترون وكما تسمعون فيها من القلق والفوضى والاضطراب ما لا يعلمه إلا الله فهي عبرةٌ وعظةٌ توجب الشكر علينا لله الذي منَّ علينا بهذا الأمن وهذا الاستقرار قال تعالى: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ أَفَبِٱلۡبَٰطِلِ يُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَكۡفُرُونَ [العنكبوت: 67] الله جل وعلا يذكرنا بهذا الأمن ويحثنا على الشكر والاستقامة حتى يتوفر ويدوم لنا وإلا إذا ضيعنا دين الله جل وعلا ضاعت دنيانا وآخرتنا وضاع أمننا واستقرارنا وعدنا إلى ما كان عليه أهل الجاهلية ومن شابههم من المجتمعات في قلقٍ واضطرابٍ وفوضى لا يستقر قرارٌ ولا يأمن خائفٌ. ولهذا لما دعا إبراهيم لبلد الله الحرام وأهله قال:﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ [البقرة: 126]، فبدأ بأمن قبل الرزق؛ لأن الأمن إذا توفر فإن الناس يتمتعون بالرزق ويطمئنون، وأما إذا لم يتوفر الأمن فإن الناس لا يطمئنون، ولا يرتاحون ولا يتلذذون بالأكل والشرب بسبب الخوف والقلق؛ ولهذا بدأ بالأمن فهذا يدل على أهمية الأمن وأنه لا ينفع المال وسعة الرزق مع فقدان الأمن بل لا يتمكن الناس من اكتساب المال ولا يطمئن الناس من حفظ المال إذا حصلوا عليه، ولا يطمئن الناس من التمتع بالأموال وهم خائفون وفقدان الأمن له أسبابٌ إذا فعلها الناس ضاع أمنهم من هذه الأسباب وهي كثيرةٌ إذا لم يشكروا نعمة الله عليهم بأن كفروا النعمة واحتقروها قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ 


الشرح