يَصۡنَعُونَ﴾ [النحل: 112]، وقال سبحانه: ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۢ بَطِرَتۡ
مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا
قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾ [القصص: 58] ﴿بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ﴾ يعني: كفرت بنعمة الله عز وجل فأبدلها الله
بأمنها خوفًا وأبدلها الله بشبعها جوعًا وفقرًا وفاقةً كل ذلك بسبب عدم الشكر لله
عز وجل، والشكر إنما يكون بثلاثة أمورٍ:
أولاً: التحدُّث بنعمة الله
ظاهرًا.
ثانيًّا: الاعتراف بها في القلب
باطنًا.
ثالثًا: صرفها في طاعة مسديها
وموليها وهو الله سبحانه وتعالى. فبشكر الله تطمئن النعم. قال تعالى: ﴿لَئِن
شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7] فبالكفر بنعم الله تزول قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ
مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53] فالواجب علينا أن نعترف بهذه النعم العظيمة، وأن نشكرها وأن
نسأل الله أن يديمها وأن لا يزيلها عنا بذنوبنا وأن نصلح من أعمالنا ونتوب إلى
الله من ذنوبنا حتى تبقى علينا هذه النعم في الدنيا والآخرة فلسنا بأقوى الأمم
ولسنا بأقوى الدول ولم نحصل على هذا الأمن وهذه النعمة بقوتنا ولكن حصلنا على ذلك
بهذا الدين، وهذا التوحيد وهذه العقيدة وهذه الطاعة لله ورسوله قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا
ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا
ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن
يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ ٱلَّذِينَ
إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ
وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ
ٱلۡأُمُورِ ٤١﴾ [الحج: 40، 41] الدنيا الآن ترتجف من حولكم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد