عمله لنفسه من بين سائر الأعمال، وإن كانت الأعمال الصالحة كلها لله سبحانه
وتعالى، ولكن اختصاصه للصيام من بينها دليلٌ على شرف الصيام ومن فضائل الصيام أن
أنفاس الصائم عند الله سبحانه وتعالى أطيب من ريح المسك؛ لأنها أنفاسٌ نشأت عن
طاعة الله وآثار نشأت عن عبادة الله فهي كغبار المجاهد في سبيل الله، ومن فضائل
الصيام أن الصائم له دعوةٌ لا تُرَدُّ، وله فرحتان، فرحةٌ عند فطره وفرحةٌ عند
لقاء ربه عز وجل، ومن فضائل الصيام أن الله خصص له بابًا من أبواب الجنة يسمى
بالريان يدخل منه الصائمون، لا يدخل منه غيرهم فإذا دخلوا أُغلِق.
والصيام هو: الإمساك عن المفطرات بنيةٍ
من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، هذا هو الصيام، الإمساك عن المفطرات بنيةٍ؛
لأن الأعمال لا تصح إلا بالنيات كما قال: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ
بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]). فيجب على الصائم صوم الفريضة أن ينوي الصيام من الليل وألا يطلع عليه
الفجر وهو لم يَنْوِ الصيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ
الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ» ([2])، والصيام، إمساكٌ عن المفطرات، والمفطرات قسمان: مفطراتٌ حسيةٌ وهي أنواعٌ
ولكنها لا تخرج عن قسمين، القسم الأول: إدخال الأشياء إلى الجوف، والقسم
الثاني: إخراج الأشياء من الجوف.
أما النوع الأول: وهو الإدخال فالأكل والشرب متعمدًا، قال الله سبحانه وتعالى:﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد