بالحسنات والطاعات قال الله جل وعلا ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114]، قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([1]) وقال: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» ([2]) فعلينا جميعًا أن نحاسب أنفسنا، وأن نتوب من ذنوبنا كبائرها وصغائرها وأن نصفِّي حسابنا في هذه الدنيا قبل أن نلقى الله سبحانه وتعالى فإن الله أعطانا مهلةٌ لننظر في أعمالنا، فنتوب من سيئها، ونتزود من صالحها ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الحشر: 18]، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على الله ﴿يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ﴾ [الحاقة: 18]. فاتقوا الله عباد الله، وبادروا بأنفسكم فبل فوات الأوان، وتوبوا إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ينزل كل ليلةٍ سبحانه وتعالى ينزل كل ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه؟ الله جل وعلا يقول: ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨﴾ [الذاريات: 17، 18] قال سبحانه: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ﴾ [آل عمران: 17] فلنبادر بالتوبة والاستغفار بصدقٍ وإخلاصٍ لله عز وجل فإن التوبة الصادقة لا يبقى معها ذنبٌ لمن وفَّقه الله سبحانه وتعالى، ولكن التوبة لها وقتٌ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1987)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21354).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد