الصحيح أن الأعضاء تكفر اللسان كل يومٍ يعني تعظه وتذكره وتقول له: «اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» ([1]). وقد قال الله تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18] فأقواله تكتب وتُحْصَى ويحاسب عليها، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١﴾ [الأحزاب: 70، 71] فاحفظوا ألسنتكم فإنها خطرٌ، فاللسان يتكلم بالغيبة، يتكلم بالنميمة، يتكلم بالشتم، يتكلم بالسباب، يتكلم باللعن، يتكلم بالكذب، وكل هذه الأمور يرجع وبالها على صاحبها فيحمل الإنسان نفسه ما لا يطيق، «قال رجلٌ من بني إسرائيل لمَّا رأى رجلاً على المعصية قال: وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، قَالَ اللهَ جل وعلا: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ -أي يحلف علي- أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ له، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([2])، قال أبو هريرة رضي الله عنه راوي الحديث: تكلم بكلمةٍ أفسدت عليه دنياه وآخرته. وفي الحديث الصحيح: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» ([3]) كلمةٌ واحدةٌ يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم نتكلم؟ وكم نقول؟ والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القيل والقال، وقال: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» ([4]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2407)، وأحمد رقم (11908).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد