×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الإسلام ينبني على خمسة أركانٍ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً. فهذه أركان الإسلام التي ينبني عليها وما عداها من الطاعات والقربات فإنه مكملٌ له ومتممٌ له ومن حقوقه فلا يستقيم الإسلام إلا على هذه الأركان الخمسة، فلا بد أن تتحقق أولاً ثم بعد ذلك تأتي بقية الطاعات واجتناب المحرمات، والبراءة من الشرك معناها أن يكفر بما يعبد من دون الله قال تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ [البقرة: 256]، وكلما جاء الأمر بالتوحيد جاء النهي عن الشرك كما قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ [النساء: 36] ؛ لأنه لا يصح التوحيد إذا خالطه الشرك، ولا تقبل العبادة إلا إذا كانت خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وكذلك التبرؤ من المشركين فمن لم يتبرأ من المشركين، فإنه ليس بمسلمٍ؛ لأن دين الإسلام لا يجتمع معه دينٌ آخر، لا بد من البراءة من المشركين ولا بد من بغضهم ومعاداتهم لأنهم أعداء الله ورسوله قال سبحانه: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ [الممتحنة: 1]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51] فالذي يقول إن اليهود والنصارى يؤمنون بالله، وأنهم على دينٍ صحيحٍ لهم أن يبقوا عليه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يجب أن نتقارب معهم؛ لأنهم إخواننا، من يقول 


الشرح