×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

هذه المقالة، فإنه كافرٌ بالله عز وجل بنص هذه الآيات وغيرها لأنه لم يتبرأ من المشركين، ومن دينهم، من صحح ما هم عليه واعتبرهم مؤمنين بالله وهم كفارٌ ليسوا بمؤمنين بالله ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ [التوبة: 29]، إن هذا الإسلام شاملٌ للزمان، وشاملٌ في المكان، وشاملٌ في الأحكام فهو شاملٌ في الزمان فهو دين الخليقة من الجن والإنس إلى أن تقوم الساعة لا يُنسَخ ولا يُبدَّل ولا يُغيَّر وهو شاملٌ في المكان، فهو دينٌ لجميع أهل الأرض لا يسعهم إلا أن يدخلوا في هذا الإسلام فإن لم يدخلوا في هذا الإسلام فهم كفارٌ أعداء لله ورسوله، وهم من أهل النار مهما كانوا عليه من الملل والنِّحل، وهو شاملٌ في الأحكام فهو شاملٌ لأحكام العقيدة، وشاملٌ لأحكام العبادة وشاملٌ لأحكام المعاملة وشاملٌ للحكم بين الناس، فهو شاملٌ لأحكام العقيدة؛ لأنه دين التوحيد والإخلاص لله سبحانه وتعالى، وترك الشرك والابتعاد عن كل ما يخالف هذه العقيدة التي هي عقيدة التوحيد وهو شاملٌ في العبادة فلا تكون العبادة إلا لله سبحانه وتعالى ؛ والعبادة تشمل كل ما شرع الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وهو شاملٌ في المعاملات يبين للناس المعاملات الصحيحة في البيع والشراء والمؤاجرات وسائر العقود، وينهى عن الغش والخديعة، وينهى عن كل معاملةٍ محرمة، يحرِّم الربا ويحرِّم القمار ويحرِّم الميسر ويحرِّم كل ما فيه خديعةٌ وغشٌّ وإخلالٌ بالعقود الصحيحة، وهو شاملٌ كذلك للحكم بين الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم شاملٌ للحكم بينهم في هذه المجالات


الشرح