وفي غيرها شاملٌ للحكم بالعدل قال الله سبحانه
وتعالى:﴿وَتَمَّتۡ
كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ﴾ [الأنعام: 115] وقال تعالى ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ
بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ﴾ [النحل: 90]، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾ [الأنعام: 152]، ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ٱعۡدِلُواْ
هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 8]، فهو يحكم بالعدل بين الناس حتى مع الكفار، فإنه لا يجيز
ظلمهم والتعدي عليهم بغير حقٍّ، يأمر بالوفاء بالعهود ويأمر بكل ما فيه خيرٌ
وصلاحٌ للبشريةـ وينهى عن كل ما فيه شرٌّ وفتنةٌ وكل ما هو من سفاسف الأعمال
وسفاسف الأقوال، فهو يشمل أيضًا الأخلاق الطيبة وينهى عن الأخلاق الرديئة، يأمر
بالقول الحسن، ويأمر بالصمت عن الكلام إلا بالحق، يأمر ألا يتكلم الإنسان إلا
بخيرٍ وأن يسكت عن كل شرٍّ فهو دينٌ شاملٌ لم يترك شيئًا يحتاجه البشر في حياتهم
وفي آخرتهم إلا بيَّنة أتمَّ بيانٍ، كما قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3]، فهو دينٌ كاملٌ شاملٌ صالحٌ لكل
زمانٍ ومكانٍ إلى أن تقوم الساعة، وكذلك هو شاملٌ لكل ما يجدُّ ويحدث من القضايا
فما من قضيةٍ وحادثةٍ إلا وفي الإسلام بيان حكمها الحكم الصحيح المبني على كلام
الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وليس على الآراء وليس على أقوال الناس وليس
على القوانين الوضعية والأنظمة البشرية التي هي ناقصةٌ بنقصهم والتي يعتريها الهوى
ويعتريها النقص الظاهر أما دين الإسلام فإنه ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ
تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42].
أيها المؤمنون، إذا كان الإسلام دينًا كاملاً من جميع جوانبه فإنه لا يجوز الابتداع فيه وإحداث شيءٍ لم يشرعه الله ولا رسوله قال صلى الله عليه وسلم:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد