×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المائدة: 72] كالذين يخافون من الأصنام أو يخافون من الأشجار والأحجار أو يخافون من الجن والشياطين أو يخافون من الآدميين أحياءً وأمواتًا فالذين يخافون من الأموات ومن القبور والأضرحة ويتقربون إليهم بالقرابين يتقربون إلى القبور فيذبحون لها وينذرون لها، ويطوفون حولها، ويستغيثون بها فهذا شركٌ أكبرٌ وذنبٌ لا يغفر إلا بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وأما من خاف من المخلوق، ولم يتقرب إليه بشيءٍ من العبادة ولكنه ترك من أجله ما وجب عليه من أمور الدين أو فعل من أجله ما حرم الله عليه، ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفًا من الناس وإرضاءً لهم فهذا شركٌ أصغرٌ وذنبٌ كبيرٌ، لأنه يجب على المسلم ألا يخاف إلا الله، ولا يخشى في الله لومة لائمٍ ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا [الأحزاب: 39]. وأما من خاف من الأشياء التي تضره ولم يترك من أجلها واجبًا من واجبات الدين ولم يرتكب محرمًا كأن يخاف من السباع أو يخاف من العدو أو يخاف من الحر أو البرد أو الجوع، فهذا خوفٌ طبيعيٌّ لا يُؤاخَذ عليه الإنسان؛ لأنه خوفٌ ليس معه عبادةٌ وليس معه فعلٌ محرمٌ ولا ترك واجبٍ؛ فهذا خوفٌ طبيعيٌّ لا يُلام عليه الإنسان. ويؤمر باتخاذ الوقاية منه بما جعل الله من الأسباب الواقية.

أيها الإخوة، إننا في هذه الأيام نسمع تهديدات الكفار للمسلمين، وإنهم أعدوا العدة وجاءوا بالجيوش الهائلة وجاءوا بالأسلحة الفتَّاكة فجعلوها في بلاد المسلمين يهددونهم ويخوفونهم، فالمسلمون لا يخافون إلا الله عز وجل ولا يعبئون بتهديد الكفار وليس هذا بجديدٍ 


الشرح