×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ  [البقرة: 217]، هذا دأب الكفار دائمًا وأبدًا لا سيما اليهود والنصارى فإنهم لا تقر أعينهم ولا يطمئنون وهم يرون الإسلام على وجه الأرض حتى يقضوا عليه وعلى أهله إن استطاعوا، ولهم محاولاتٌ ومحاولاتٌ منذ بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ﴿وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ [التوبة: 32]، ولكن لننظر في واقعنا، وكيف أن هذا العدو تظاهر علينا بقوته وعتاده وبأسه، ما السبب في ذلك؟ السبب هو من قبل أنفسنا ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ [الشورى: 30]، فقد سلَّط الله المجوس عبدة النيران على بني إسرائيل ذرية الأنبياء وأهل الكتاب لما عصوا ربهم عز وجل قال تعالى: ﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا ٤ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا ٥  ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا ٦ إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا ٧ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا ٨﴾﴾ [الإسراء: 4- 8] هذه سنة الله سبحانه وتعالى، وها هم الكفار اليوم يغزون المسلمين في بلادهم ويهددونهم في أمنهم ويريدون أن يغيروا نظامهم وأن يبدلوا دين الله الذي أرسل به نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، والسبب في ذلك أن واقع المسلمين اليوم واقعٌ مريرٌ، ومزرٍ وهو الذي سبب لهم هذه النكبات، فكثيرٌ من بلاد المسلمين يعبدون القبور والأضرحة من دون الله عز وجل ولا ينكر عليهم، ولا ينكر عليهم الصالحون


الشرح