×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الأرض من نزع البركة، وما يصيب الأموال من التلف والكوارث والآفات التي تتلفها، كل ذلك بسبب الذنوب، ما هلك مالٌ في برٍّ ولا بحرٍ إلا بسبب الذنوب ومنع الزكاة، وأما تأثيرها في الأبدان فهي تورث الآفات الكثيرة والهلاك والدمار فما الذي أخرج الأبوين من الجنة إلا ذنبٌ واحدٌ، وما الذي أهبط إبليس وطرده من الملكوت الأعلى وجعله شريدًا طريدًا ملعونًا قوَّادًا إلى كل شرٍّ إلا بسبب المعصية، وما الذي أهلك قوم نوحٍ بالغرق والطوفان حتى علا الماء على رؤوس الجبال فصارت أبدانهم إلى الغرق وأرواحهم إلا ﴿مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا فَلَمۡ يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارٗا [نوح: 25]، وما الذي أهلك قوم عادٍ وهم أقوى أهل الأرض أبدانًا حتى قالوا ﴿فَأَمَّا عَادٞ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ [فصلت: 15] فأرسل الله عليهم ريحًا صرصرًا عاتيةً في أيامٍ نحساتٍ فصارت تنتزعهم من الأرض ثم تنكسهم على رؤوسهم، فتدق أعناقهم ﴿تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ [القمر: 20] إلا الذنوب والمعاصي، وما الذي أهلك قوم ثمودٍ الطاغين بالصيحة الواحدة صيحةً واحدةً صاحها جبريل عليه السلام بالصاعقة قطَّعت قلوبهم في أجوافهم فصاروا كهشيم المحتظر ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ [القمر: 31]، وما الذي أهلك قوم شعيبٍ بيوم الظلة فأمطرهم الله نارًا تلظَّى حتى أهلكهم عن آخرهم، ما الذي أهلك قوم لوطٍ بالخسف وجعل ديارهم عاليها سافلها ثم أمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ. كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي وما الذي نراه الآن ونسمعه عن الأمم المجاورة من النكبات في أموالهم وتجارتهم وزروعهم وحروثهم، والذي نسمعه من


الشرح