قتلهم وتشريدهم وإخراجهم من ديارهم وسلب أموالهم وقتل رجالهم والعبث
بنسائهم وأطفالهم إلا الذنوب والمعاصي والكفر بالله عز وجل، قال الله عز وجل: ﴿أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ
١٦ ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ ١٧ كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ ١٨ وَيۡلٞ
يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ١٩﴾ [المرسلات: 16- 19] فعلينا -يا عباد الله- أن نعتبر ونتعظ، وأن نتوب إلى
الله وأن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر وأن نأخذ على أيدي سفهائنا قبل أن يحل
بنا ما حلَّ بغيرنا من الأمم السابقة والأمم اللاحقة فإن الله سبحانه وتعالى يمهل
لكنه لا يهمل ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ
أَلِيمٞ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102]، ﴿وَكَأَيِّن مِّن
قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [الحج: 48] فعلينا أن نبادر
بالتوبة، وأن نتواصى بالحق، وأن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، وأن نأخذ على
أيدي سفهائنا، وأن نقوم على أهل بيوتنا وأولادنا ونسائنا فنكفهم عن معصية الله
سبحانه، ونأمرهم بطاعة الله حتى ننجو مما أصاب غيرنا، فإن السعيد من وعظ بغيره،
هذه عقوباتٌ في الدنيا وعقوبات الآخرة أشد نسأل الله العافية ﴿إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا
لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ
يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ
وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا﴾ [الكهف: 29] فعقوبات الآخرة أشد ﴿وَلَعَذَابُ
ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ﴾ [طه: 127] نسأل الله العافية والسلام، فاتقوا الله عباد الله، وبادروا
بالتوبة وبادروا بالأخذ على أيدي من ولاكم الله عليهم وتآمروا بالمعروف، وتناهوا
عن المنكر، تناصحوا بالله، تعاونوا على البر والتقوى قبل أن ينزل بكم من أمر الله
ما لا تستطيعون له ردًّا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 3 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد