×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

حافظوا على أولادكم في ليلهم ونهارهم لا تغفلوا عنهم فيتولاهم أعداؤكم:

ومن رعى غنمًا بأرضٍ مسبعةٍ *** ونام عنها تولى رعيها الأسد

إذا غفلتم عنهم تولاهم غيركم من أعدائكم واستغلوهم، لا تتركوهم يذهبون إلى التجمعات المشبوهة، لا تتركوهم يذهبون إلى الاستراحات الموبوءة، لا تتركوهم يذهبون إلى الرحلات المجهولة، لا تتركوهم يسافرون إلى الخارج فيعودون سلاحًا في وجوهكم كما حصل. وهذا فيه موعظةٌ، كان المسلمون غافلين عنهم على أنهم يذهبون للجهاد في سبيل الله، ولكن أين الجهاد؟ إنما يذهبون ليتربوا على الخروج عن الإسلام ويتربوا على التنكر لمجتمعهم ويتربوا على الحقد والغل ثم يعودون إليكم سهامًا قاتلةً في نحوركم وأنتم السبب، أنتم الذين أهملتموهم وضيعتموهم ولم تبالوا بهم. الواحد منكم مشغولٌ بماله يتفقد ماله درهمًا درهمًا لئلا يضيع منه شيءٌ، ولكنه لا يتفقد أولاده بل الواحد منكم ربما يتفقد غنمه لئلا يضيع منها شيءٌ ولا يتفقد أولاده، لا يتفقد البنين والبنات، ولا يتفقد ذريته، ولا يدري أين تذهب، ولا من يوجهها، ولا من تجلس معه، ولا من تسير معه، ولا إلى أين تسافر حتى عظم الأمر وأدلهم الخطب وكان ما كان ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن ليكن في الماضي موعظة للمستقبل.

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعةٍ ضلالةٌ وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار.

***


الشرح