بوعودهم وجاء الفتح، وفتح الله مكة لرسوله صلى الله عليه وسلم ودخل منتصرًا
مظفرًا فعند ذلك دخل الناس في دين الله أفواجًا ثم توفي صلى الله عليه وسلم
وتسلَّم الراية من بعده خلفاؤه الراشدون فنشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها
وتوالت الفتوحات حتى سقطت دولة كسرى وقيصر، دولة الروم ودولة الفرس، وصارت تحت
ولاية المسلمين في زمنٍ يسيرٍ صارت تحت راية لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله
واستقر الإسلام وانتشر بالدعوة والجهاد في سبيل الله وظهر على الأديان كلها كما
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ
لِلۡحَوَارِيِّۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ
أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فََٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت
طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ
ظَٰهِرِينَ﴾ [الصف: 14]، هذا هو دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم
وهو الاستسلام لله بالتوحيد، هذا هو رأس الأمر، رأس الأمر التوحيد وهو إخلاص
العبادة لله عز وجل والتزام دينه وشرعه فلا شرع مع شرعه، ولا دين مع دينه إنما
الدين كله لله سبحانه وتعالى فمن لم يستسلم لله فهو مستكبرٌ، ومن استسلم لله
ولغيره فهو مشركٌ ومن استسلم في الظَّاهر دون الباطن فهو منافقٌ في الدرك الأسفل
من النار، وأما من استسلم لله ظاهرًا وباطنًا فهذا هو المؤمن الحق وهذا هو الإسلام
الصحيح، والانقياد له بالطاعة الانقياد لله سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى
الله عليه وسلم في كل ما يأمر الله له وفي كل ما يأمر به الرسول صلى الله عليه
وسلم وترك ما نهى عنه الله أو نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم انقيادًا
اختياريًّا عن رغبةٍ ومحبةٍ أما من استسلم بظاهره ولم ينقد للطاعة فهذا ليس بمسلمٍ
وإن ادعى أنه مسلمٌ، والبراءة من الشرك وأهله، لا يصح إسلامٌ بدون البراءة من الشرك
ومن الكفر؛ فإن الله سبحانه وتعالى قدَّم الكفر بالطاغوت
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد