×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

على الإيمان بالله؛ لأن الإيمان بالله لا يصحُّ إلا بعد الكفر بالطاغوت، قال تعالى:﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256]، فلا يجتمع إيمانٌ بالطاغوت مع إيمانٍ بالله سبحانه وتعالى بل لا بد من الكفر بالطاغوت أولاً ثم الإيمان بالله عز وجل وهذا هو معنى لا إله إلا الله فإن معنى لا إله إلا الله هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله عز وجل بالعبادة والانقياد والطاعة والإخلاص والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فالذي يقول أنه لا فرق بين الأديان، ويقول بحرية الأديان ولا سيما اليهودية والنصرانية، ويقول الناس أحرارٌ في عباداتهم هذا لم يؤمن بالله عز وجل ؛ لأنه لم يكفر بالطاغوت ولا يعتقد أن الأديان الكافرة باطلةٌ بل يعتقد أنها أديان حق وأن كلًّا يعبد الله بزعمه وهذه مقولةٌ شاعت في هذا الوقت بل منهم من يقول أن النصارى إخواننا والله جل وعلا يقول ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51]، بل إنه سبحانه وتعالى أمر بالبراءة من الوالد والولد والإخوان والعشيرة إذا كفروا بالله عز وجل، فقال سبحانه ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ [المجادلة: 22] هذه هي البراءة من الشرك والبراءة من أهل الشرك، هناك من ينتسب إلى الإسلام ولا يترك الشرك فتراه يقول لا إله إلا الله ثم يذهب يدعو غير الله ويذبح لغير الله وينذر لغير الله من أصحاب القبور والأضرحة فهذا لم يترك الشرك. وهناك من لا يقع منه شركٌ لكنه لا يتبرَّأ من المشركين فيقول هم أصحاب أديانٍ والناس أحرارٍ في أديانهم ونحوًا من هذه المقولات الخبيثة فهذا لا يصح له دينٌ 


الشرح