×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

في قيادة السيارات، فليتق الله هؤلاء فإنهم يتحملون أوزار هذه الأنفس التي تسببوا في إتلافها؛ لأنهم تسببوا في إتلاف أنفسٍ محرمة يسئلون عنها أمام الله سبحانه وتعالى ولذلك أوجب الله القصاص على من تعمد قتل النفس المعصومة وأوجب الدية والكفارة على من قتل نفسًا معصومةً خطأ فإذا كان الخطأ فيه الكفارة «وهي عتق رقبةٍ»فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبةً من الله فما بالكم بمن يذهب معه أنفسٌ كثيرةٌ تبلغ العشرات وأكثر، كيف يؤدي هذه الكفارات أو يتركها ويتساهل فيها فتبقى في ذمته؟ كيف يتحمل أوزار هؤلاء الأيتام وهذه العوائل وهذه الأرامل التي تسبب في فقدانها لأوليائها والقائمين عليها؟ إنها مسئوليةٌ عظيمةٌ.

يا قائد السيارة، تذكر حين تحركها ومعك أنفسٌ بريئةٌ أنك مسئولٌ أمام الله عن هذه الأنفس التي تحملها ومسئولٌ أمام الناس ومسئولً أمام أقارب هؤلاء الذين تحملهم فتحمل هذه المسئولية، ومسئولٌ أولاً وقبل كل شيءٍ عن نفسك فاتق الله وأحسن التصرف ولا تتهور مع المتهورين، كثيرٌ من السائقين لا يتقيد بقواعد السير ولا يتقيد بتعليمات المرور بل ينسى هذا كله. كثيرٌ من السائقين لا يحسن القيادة ويستلم هذه الآلة المدمرة ويقودها وهو لا يحسن قيادتها، كثيرٌ من السائقين لا يتفقد السيارة قبل تحريكها لا يتفقد أحوال هذه السيارة قد يكون فيها عطبٌ قد يكون فيه عطلٌ قد لا تصلح للسير عليها وهو لا يتفقدها ولا يبالي بها فينتج عن ذلك ما تعلمونه من الحوادث والكوارث المروعة التي تتكرر في حياة الناس وتتنقلها الأخبار، ولا من متعظٍ ولا من منزجرٍ عن هذه الأمور بل لا يزالون مستمرين في تهورهم، وفي


الشرح