إهمالهم وتفريطهم، وفي تحملهم لهذه النفوس
التالفة أو هذه النفوس المقعدة العاجزة عن الحركة العاجزة عن الكسب وطلب الرزق
إنها مآسٍ عظيمةٌ ومسئولياتٌ عظيمةٌ. فاتقوا الله يا عباد الله، اتقوا الله في هذه
الأنفس البريئة، اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في إخوانكم، اعلموا أنكم
تتحملون مسئوليةٌ عظيمةٌ حينما تحركون هذه الآليات إذا لم تتقيدوا بأوامر السير
وقواعد السير إذا لم تحسنوا القيادة، بعض الناس قد يقود السيارة وهو نائمٌ أو ينعس
يريد الوصول إلى البيت ولكنه يصل إلى القبر، يريد أن يبيت عند أهله أو يبيت في
بيته فيبيت في القبر بسبب سرعته وجنونه وتهوره وعدم مبالاته، فعليكم جميعًا أن
تتقوا الله في أنفسكم، وأن تتقوا الله فيمن يصحبكم من العوائل ومن الرجال والنساء.
فلتتقوا الله فيهم فإنهم أمانةٌ تحملتموها، وأنتم مسئولون عنها، لا يقال هذا حادثٌ
انتهى وسمح أهله، بعض الناس يظن أنهم إذا سمحوا وانتهت القضية أنه ينتهي حسابه عند
الله سبحانه وتعالى. فعليك أن تتذكر أنك واقفٌ أمام الله، ومسئولٌ عن تصرفاتك هذه،
ومسئولٌ عما نتج عن فعلك فحاسب نفسك وتقيد بقواعد السير واستعمل الرفق. بعض الناس
إذا أمسك قيادة السيارة، فإنه ينسى أنه بين حديدٍ ونارٍ، ينسى أنه يحمل أنفسًا
مسئولاً عنها أمام الله سبحانه وتعالى فيسرع السرعة الجنونية أو يتصادم مع الآخرين
وليت أن تفريطه وليت أن إهماله اقتصر على نفسه، ولكنه يتعدى إلى الآخرين يتعدى إلى
من معه من الركاب يتعدى إلى السيارات الأخرى يروع المسلمين في عمله هذا فليتق الله
هؤلاء، وليتعقلوا وليعلموا أن قيادة السيارة مسئوليةٌ وأمانةٌ وحمالةٌ، وأن لها
نتائج، وأن لها عواقب، وأن لها حسابًا عند الله سبحانه وتعالى، فليتق هؤلاء في
أنفسهم ألا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد