في الأعمال الصالحة في هذه العشر، في لياليها وأيامها، فكان صلى الله عليه وسلم يشغلها بالأعمال الصالحة، وكونه صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله دليلٌ على أن الإنسان مكلفٌ بأن يأمر أهله بطاعة الله عز وجل وأن يحرضهم على اغتنام الوقت فهو يريد لهم ما يريد لنفسه، وهذا منه عملاً بقوله سبحانه: ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ [طه: 132]، وبقوله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، وبقوله صلى الله عليه وسلم «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]) فكونه صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله، «أي أهل بيته» ؛ لأجل أن يشاركوا في الأعمال الصالحة، ويغنموا من خير هذه الليالي بالتهجد وتلاوة القرآن وترك النوم والكسل، وهكذا ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 21]، فينبغي للمسلم أن يهتم بأهله الذين يعيشون معه في بيته من نساءٍ وأطفالٍ ورجالٍ بأن يأمرهم بطاعة الله ولا سيما في هذه العشر، أن يغتنموها بالطاعة وأعمال البر؛ لأنها خير أيام أعمارهم التي تمر بهم، وكثيرٌ من الناس لا يهتم بهذا الأمر فيترك أولاده يهيمون في الشوارع طوال الليل، لا يأمرهم ولا ينهاهم، ولا يأخذهم معه إلى المسجد، هذا إذا كان هو يشارك في قيام الليل، أما إذا كان هو لا يشارك في قيام الليل فلا شك أنه حرم نفسه أولاً وحرم أولاده، وفاقد الشيء لا يعطيه، وفي كونه صلى الله عليه وسلم يحيي ليله، يعني يسهر ليالي هذه العشر بالتهجد وتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ؛ لأنها ليالٍ عظيمةٌ، غُرَّة العمر، وهي في ميزان المسلم تزيد في أعماله وحسناته،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد