×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

ولأنها تتضمن جميع الطاعات، وتبطل جميع الشركيات فهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى. قال الله سبحانه وتعالى ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ [البقرة: 256] ؛ لأن قوله تعالى﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ [البقرة: 256] هذا معنى النفي في لا إله إلا الله، وقوله﴿وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ [البقرة: 256] هذا معنى الإثبات إلا الله، فهي العروة الوثقى التي من تمسك بها نجا وأفلح في الدنيا والآخرة.

وكلمة لا إله إلا الله هي فاتحة دعوة الرسل قال الله سبحانه: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25]، وقال سبحانه وتعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19] أمره سبحانه أن يعلم أنه لا إله إلا الله، هذا أول شيءٍ يجب على المسلم أن يعلم أنه لا إله إلا الله، حتى يبني حياته وعباداته وجميع شئونه على هذه الكلمة، فأنت حينما تقول: لا إله إلا الله، فإنك تُقِرُّ وتعترف ببطلان عبادة كل ما عُبِدَ من دون الله عز وجل، وتُثْبِت العبادة لله عز وجل، فيجب عليك أن تعمل بهذه الكلمة فتجتنب عبادة غير الله عز وجل كائنًا من كان، وتخلص العبادة لله حتى تكون صادقًا في قولك: لا إله إلا الله، فليست هذه الكلمة مجرد لفظٍ يقال باللسان، ولكنها كلمةٌ لها معنى ولها مقتضى، فمعناها لا معبود بحقٍّ إلا الله، ومقتضاها أن تخلص جميع أعمالك لله عز وجل.

أما من يقول هذه الكلمة بلسانه ولكنه لا يعتقد معناها فهذا من المنافقين الذين يقولون: لا إله إلا الله، وهم في الدرك الأسفل من


الشرح