النار ولن تجد لهم نصيرًا، فإن المنافقين
يقولون: لا إله إلا الله، من الشَّفتين، ولكنهم لا يعتقدون معناها في قلوبهم، فهُم
في الدرك الأسفل من النار ولم تنفعهم لا إله إلا الله، وكذلك من يقول هذه الكلمة
ويعرف معناها ويعتقده بقلبه ولكنه لا يعمل بمقتضاها فلا يترك عبادة غير الله،
فيقول: لا إله إلا الله، ولكنه يدعو غير الله، ويستغيث بالأموات، ويذبح للجن ويذبح
للشياطين، يذبح للقبور ويدعو غير الله عز وجل فهذا لم يحقق معنى لا إله إلا الله،
ولم يعمل بمقتضاها فلا تنفعه لا إله إلا الله، وإن كان يقولها عدد الأنفاس كما
عليه كثيرٌ من القبوريين الذين يقولون: لا إله إلا الله، ويرددونها ويكثرون منها
ولكنهم يدعون غير الله، يدعون الأموات، ويدعون الجن والشياطين، ويذبحون وينذرون
لغير الله عز وجل فأين هم وأين كلمة لا إله إلا الله؟! قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ
اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يَبْتَغِي
بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ» ([1])، بهذا القيد، أن يقولها وهو يبتغي بذلك أي يبتغي بقولها، والنطق بها وجه
الله عز وجل لا يقولها رياءً ولا يقولها سمعةً ولا يقولها تقليدًا من غير تقييدٍ
لما تدل عليه، فإنه لا يحرم على النار إلا من قالها يبتغي بذلك وجه الله سبحانه
وتعالى.
وقال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ حَرُمَ دَمُهُ وَمَالُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل » ([2]). قيَّدها بقوله كفر بما يعبد من دون الله، فالذي لا يكفر بعبادة غير الله من الجنِّ والإنس والأموات والأشجار والأحجار، فإنه لا تنفعه لا إله إلا الله، وإن كان يقولها عدد الأنفاس.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (415)، ومسلم رقم (33).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد