×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

كثيرٌ ممن يقولون لا إله إلا الله لا يتقيدون بمعناها ولا يعملون بمدلولها، بل يعملون ما يخالفها وما يناقضها فلا تنفعهم لا إله إلا الله، ولا تنجيهم من النار يوم القيامة، أما من قالها مخلصًا من قلبه وعمل بها وعمل بمقتضاها فإنه يكون من أهل الجنة. وممن حرَّمهم الله على النار، وقد جاء في الحديث أن موسى قال: رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله. قال: رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع وعامرهن في كفةٍ، ولا إله إلا الله في كفةٍ مالت بهن لا إله إلا الله. فهي كلمةٌ عظيمةٌ ترجح بالسماوات والأرض وبجميع المخلوقات، فلو جمعت المخلوقات كلها في كفة الميزان، ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن لا إله إلا الله. يا لها من كلمةٍ عظيمةٍ.

وجاء في الحديث أن رجلاً يوم القيامة يؤتى به، وتُعرض عليه تسعة وتسعون سِجلًّا مليئةً بالسيئات، يعني تُعرض عليه أعماله مكتوبةً في تسعةٍ وتسعين سِجِلًّا كلها مملوءةٌ بالسيئات، فيقول الله جل وعلا له: يا عبدي هل لك من حسنةٍ؟ فيقول: لا يا رب. فيقول الله جل وعلا: بلى. إنك لا تُظلَم فيُؤتَى ببطاقةٍ (يعني ورقةٍ صغيرةٍ) مكتوبٌ فيها (لا إله إلا الله) -أي أنه قالها مخلصًا لله عز وجل موقنًا بها ومات على ذلك- فتوضع البطاقة في كفةٍ وتوضع السجلات كل سجلٍّ منها مدَّ البصر في كفةٍ، وهي تسعةٌ وتسعون سِجِلًّا فتميل بهن لا إله إلا الله، فيدخل الجنة وتكفر عنه سيئاته، وتُمْحَى عنه خطاياه بهذه الكلمة العظيمة.


الشرح