×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من هذه الكلمة، وتعلموا معناها واعملوا بمقتضاها حتى تكونوا من أهلها، وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1])، فإنه «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2]). فلذلك يستحب لمن حضر الميت وهو يحتضر أن يلقنه لا إله إلا الله. فيقول: يا فلان قل: لا إله إلا الله، ويخفف عليه ذلك حتى لا يُثقل عليه. فإذا قالها ونطق بها وفاضت روحه عند ذلك فهو من أهل الجنة «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([3])جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمه أبي طالب، عمه أبي طالب الذي كان يحسن إليه ويحميه من أذى قومه ويدافع عنه، إلا أنه لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل في دين الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم من شفقته على عمه وصلته بأرحامه وحرصه على هداية الناس جاء إلى عمه أبي طالب وهو يحتضر، وكان عنده رجلان من المشركين فقال له: «أَيْ عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ»، فقال له الرجلان الكافران: أتترك ملة عبد المطلب. فأعاد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: «أَيْ عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» ([4]). فقال له الرجلان الكافران: أتترك ملة عبد المطلب. فقال: والعياذ بالله آخر كلمةٍ قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله بسبب هذين الجليسين الكافرين، لو قالها، لو خُتِمَ له بها لنجا من النار، فهذا دليلٌ على فضل هذه الكلمة وعظيم مكانتها عند الله سبحانه وتعالى، فأكثروا من النطق بها وذكر الله تعالى بها صباحًا ومساءً ودائمًا، ولكن مع فهم معناها والعمل بمقتضاها ومدلولها لعلكم تفلحون.بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (916).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22034)، والحاكم رقم (1299).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22034)، والحاكم رقم (1299).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (3671)