وليدلهم على أهمية ما أقسم عليه سبحانه وتعالى ؛ فإنه لا يقسم إلا بشيءٍ له أهمية، ولا يقسم إلا على شيءٍ له أهميةٌ أقسم بالعصر وهو الدهر وهو الزمان، وهو الوقت الذي يعيشه الإنسان في هذه الحياة. فدلَّ على أهمية الوقت وعلى أهمية الزمان؛ لأن هذه الدنيا مزرعةٌ للآخرة، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي بِهِ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي» ([1]). ثم بيَّن سبحانه وتعالى المقسم عليه وهو انقسام الناس إلى شقيٍّ وسعيدٍ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ﴾ أي خسارةٌ لا ربح معها ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ﴾جميع الإنسان دون نظرٍ إلى نسبه أو إلى ماله أو إلى عمله أو إلى جاهه دون نظرٍ إلى كونه عربيًّا أو أعجميًّا دون نظرٍ إلى كونه أبيض أو أسود، دون نظرٍ إلى كونه ذكرًا أو أنثى ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ﴾جميع نوع الإنسان في خسارةٍ، وهو الذي ضيَّع هذا الوقت وأفناه في غير طاعة الله وقد جاء في الحديث «أنَّه لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ به» ([2]) ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ﴾ هذا هو أكثر الخلق والعياذ بالله إنهم في خسارٍ وضياعٍ وهلاكٍ لماذا؟ لأنهم ضيَّعوا حياتهم الدنيا فضاعت عليهم آخرتهم، ثم استثنى الله من هذا الخسار من اتصف بأربع صفاتٍ، انتبهوا لذلك؛ لأنها لا تحصل النجاة والربح إلا بها فمن أخفق فيها أو بشيءٍ منها فلا جبران لخسارته﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ هذه هي الصفة الأولى صفة الإيمان بالله عز وجل وبملائكته وكتبه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2720).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد