×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لا يكفي الإيمان بدون عملٍ، كما أنه لا يكفي العمل بدون إيمانٍ بل لا بد من اجتماع الإيمان والعمل ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هذه الصفة الأولى، الصفة الثانية ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِالعمل هو في هذه الدنيا، والإيمان إنما هو في هذه الدنيا أما الآخرة فإنها دار الجزاء وليست دار إيمانٍ ودار عملٍ، الصفة الثالثة ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ يوصي بعضهم بعضًا بالحق، يأمر بعضهم بعضًا بالمعروف وينهى بعضهم بعضًا عن المنكر ويعلِّم بعضهم بعضًا الخير وينهاه عن الشر ويدعوه إلى الله، هذا هو التواصي بالحق، بعد أن يصلح الإنسان نفسه بالإيمان والعمل الصالح، فإن هذا لا يكفي بل عليه واجبٌ نحو إخوانه بأن يحب لهم من الخير ما يحبه لنفسه، فيأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصية الله ويعلمهم ما يخفى عليهم من أمور دينهم ويدعوهم إلى الله عز وجل، هذا هو التواصي بالحق والتواصي يكون متبادلاً بين المسلمين لا يكون على فئةٍ معينةٍ بل كل مسلمٍ يقوم بما يستطيع من هذا الواجب، وهو التواصي بالحق. الصفة الرابعة:﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ لأن الذي يأمر وينهى يناله مشقةٌ من طول الزمان، ويناله مشقةٌ من الناس الذين ينكر عليهم ويأمرهم وينهاهم، ويدعوهم إلى الله قد يناله منهم أذى فيصبر على ذلك؛ لأنه لا يريد منهم الجزاء ولا يريد منهم الثواب ولا يريد منهم المدح والثناء، وإنما يريد ذلك من الله سبحانه وتعالى قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ [لقمان: 17]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨  وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ 


الشرح