نَسُواْ ٱللَّهَ
فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩ لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ
أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ٢٠﴾ [الحشر: 18- 20] ينادي سبحانه وتعالى عباده
المؤمنين وخصَّ المؤمنين بالنداء؛ لأنهم هم الذين يمتثلون أوامر الله ويجتنبون
نواهيه فينتفعون بندائه سبحانه وتعالى، وفي ندائهم بصفة الإيمان، دليلٌ على أن
الإيمان يقتضي الاستجابة لله ولرسوله إذا دعاهم لما يحييهم ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [الحشر: 18] أمرهم بتقواه سبحانه وتعالى وهي أن يتخذوا وقايةً بينهم وبين
عذاب الله من طاعته سبحانه واجتناب نهيه، فالتقوى كما فسرها أهل العلم أن تعمل
بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نورٍ من
الله تخاف من عقاب الله. هذه هي التقوى، وهي جماع الخير، التقوى كلمةٌ جامعةٌ
لخصال الخير قد رتَّب الله عليها خيراتٍ كثيرةٍ، ووعودًا عظيمةً في الدنيا والآخرة
﴿إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ
وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]، ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ
فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ
ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ
بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ
يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ
حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ
ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣﴾ [الطلاق: 2، 3]، ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ
يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا﴾ [الطلاق: 4]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا وَيُكَفِّرۡ
عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الأنفال: 29] فثمرات
التقوى عظيمةٌ لأنها كلمةٌ جامعةٌ تجمع خصال الخير كلها، ولذلك أمر الله تعالى بها
في هذه الآية ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [الحشر: 18] أي (اتقوا
عذابه وغضبه) سبحانه وتعالى ﴿وَلۡتَنظُرۡ
نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ﴾ [الحشر: 18] هذا أمرٌ ثانٍ لما
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد