×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الخمس جعلها الله تطهيرًا لعباده يتطهرون بها في يومهم وليلتهم خمس مراتٍ يتطهرون بها من ذنوبهم وسيئاتهم إذا أدُّوها على الوجه المطلوب فهي صلواتٌ عظيمةٌ ومواسمٌ كريمةٌ قال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» ([1]). فهذه صلواتٌ عظيمةٌ يقف فيها المسلم بين يدي ربه خاشعًا منيبًا يناجيه بكلامه ويدعوه ويتضرع إليه راكعًا وساجدًا وجالسًا وقائمًا ما أعظمها من عبادةٍ. وقد قال الله تعالى:﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦﴾ [البقرة: 45، 46]، وكذلك الجمعة وهي أعظم أيام الأسبوع، بل أعظم أيام الدنيا قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ» ([2])، وهو اليوم العظيم الذي هدى الله له هذه الأمة وأضلَّ عنه من كان قبلها، فما حسدونا على شيءٍ أعظم مما حسدونا على هذا اليوم العظيم الذي هدانا الله له وأضلهم عنه بكفرهم وبغيهم وعنادهم، فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يدعو الله ويسأل الله شيئًا إلا أعطاه الله إياه فهو يومٌ عظيمٌ وموسمٌ كريمٌ يتكرر على المسلم في كل أسبوعٍ، وكذلك شهر رمضان يتكرر على المسلم في كل سنةٍ فيصومه ويقوم ليله ويتقرب إلى الله بما يسَّر الله له من أنواع الطاعات فيتوب الله عليه من ذنوبه ويكفِّر عنه


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (251).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1046)، والنسائي رقم (1430)، وابن ماجه رقم (1084).