×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 سيئاته ويرفع من درجاته، شهرٌ ينتصر فيه المسلم على نفسه الأمارة بالسوء. ينتصر على عدوه الشيطان الذي كان يتربص له الدوائر فهو يصفد في شهر رمضان لا يستطيع أن يخلص إلى أهل الإيمان فهو شهرٌ عظيمٌ يتكرر على المسلمين في كل سنةٍ، وكذلك شهر الحج إلى بيت الله الحرام يتكرر على المسلمين كل سنةٍ. الحج الذي قال الله فيه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ [آل عمران: 97]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([1]). وقال: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([2])، فهو شهرٌ عظيمٌ، فهو موسمٌ عظيمٌ وعبادةٌ عظيمةٌ يأتي إليها المسلمون من أقطار الأرض، ويجتمعون في هذه المشاعر العظيمة يدعون ربهم ويتوبون إليه ويستغفرونه فتغفر لهم ذنوبهم وتكفر عنهم سيئاتهم وترفع درجاتهم فيرجعون إلى بلادهم متطهرين من الذنوب والخطايا، والحج المبرور هو الحج الذي أُدِّي كما أمر الله تعالى بأركانه وواجباته وسننه، الحج التام الموافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ [البقرة: 196]، والحج المبرور هو الذي يرجع صاحبه منه أحسن حالاً مما كان قبله، يرجع تائبًا إلى الله منيبًا إليه محبًّا للخير يبغض الشر ويكره السيئات والذنوب والمعاصي، فيرجع بقلبٍ غير القلب الذي كان من قبل تائبًا إلى الله عز وجل فيستمر على عبادة الله وعلى طاعة الله أما الذي يرجع من الحج وهو لم يتغير حاله من السوء والذنوب والمعاصي فإن حجه ليس مبرورًا، فعلامة الحج


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1683) ومسلم رقم (1349).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1723) ومسلم رقم (1350).