×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

المبرور أن يرجع المسلم منه على أحسن حالٍ، أن يرجع المسلم منه تائبًا إلى الله عز وجل، أن يرجع منه المسلم راغبًا في الخير كارهًا للشر، أن يرجع منه المسلم مواصلاً للطاعات والعبادات، هذا هو الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة إنها نعمٌ عظيمةٌ أنعم الله بها على عباده المؤمنين تتكرر عليهم في أيامهم وفي أسابيعهم وفي سنتهم كل موسمٍ أعظم من الموسم الذي قبله وهذا فضلٌ من الله سبحانه وتعالى. فالمسلم الذي صادف هذه المواسم في عمره وأحياها بطاعة الله واغتنمها بالعبادة، إنه المسلم الذي كتب الله له السعادة في الدنيا والآخرة ثم إن هذا الحج ختم الله به السنة الهجرية فهو خير ختامٍ للعام لمن وفقه الله سبحانه وتعالى، فأنتم تختمون الآن عامًا هجريًّا مرَّ بكم ومرَّت فيه هذه المواسم فحاسبوا أنفسكم ماذا حصلتم عليه من المنافع ومن الخيرات ومن الأجور وأقربها موسم الحج الذي قال الله جل وعلا لخليله إبراهيم: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧  لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ٢٨ [الحج: 27، 28]، ليشهدوا منافع لهم ولم يحدد هذه المنافع؛ لأنها كثيرةٌ والناس مختلفون فيها فمنهم المقلُّ من هذه المنافع ومنهم المستكثر كلٌّ على حسب ما وفقه الله سبحانه وتعالى: ﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ [الحج: 28] فهو موسمٌ عظيمٌ تتنوع فيه العبادات المالية والعبادات البدنية، عبادة القلب، وعبادة اللسان، وعبادة الجوارح، كلها تجتمع في الحج، وقد مرَّ وانتهى فلنحاسب أنفسنا ماذا حصَّلنا من هذا الموسم العظيم وماذا ختمنا به عامنا، وبركات الحج


الشرح