×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 ليست قاصرة على الحُجَّاج بل إنها تتناول المسلمين في كل مكانٍ. فالمسلم يشارك إخوانه الحجاج، ولهذا يتقرب إلى الله جل وعلا بذبح الأضاحي، يتقرب إلى الله جل وعلا بصلاة العيد، يشارك الحجاج في موسمهم فهو نفعٌ عظيمٌ للمسلمين جميعًا، وأيضًا للحجاج الذين منَّ الله عليهم بحج بيته العتيق يستغفرون لإخوانهم ويدعون لهم ويتعاونون على البر والتقوى، والمقيمون في بلادهم يدعون للحجاج بالتوفيق والسلامة وأن يكمل الله عليهم مناسكهم، المسلمون متعاونون متحابون في الله عز وجل ويشتركون في هذه الأجور العظيمة إما بالفعل، وإما بالنية، والقصد، وإما بالدعاء إذا صلحت نيَّاتهم وصحت عزائمهم، فالسنة تُؤدَّى فيها أركان الإسلام الخمسة كل سنةٍ، الشهادتان وهما الركن الأول تُؤدى في كل لحظةٍ وفي كل حينٍ وفي كل وقتٍ وكل مسلمٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله يشهد بها ظاهرًا وباطنًا لا يتخلى عنها، الصلوات الخمس في اليوم والليلة وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، أداء الزكاة في كل سنةٍ في كل عامٍ تؤدَّى الزكاة وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، صيام شهر رمضان يُؤدى في كل عامٍ وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، الحج يُؤدى في كل سنةٍ على المسلمين وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، والذي قال الله جل وعلا فيه: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3]، هذا هو دين الإسلام يا عباد الله. دين عبادةٍ ودين إخلاصٍ ودين مواسم للخير فعلينا أن نتنبه لذلك وأن نغتنم أجور هذه المواسم وأن نحياها حياةً كريمةً وألا تمر علينا كغيرها من الأيام ونحن مقيمون على الذنوب والمعاصي والسيئات لا نفكر في العواقب 


الشرح