×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الضالة، أما التوحيد فإنها تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة في أولها توحيد الربوبية في قوله تعالى ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]، توحيد الأسماء والصفات في قوله تعالى ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤ [الفاتحة: 3، 4]، توحيد الألوهية في قوله تعالى﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ  [الفاتحة: 5]، وتشتمل على إثبات الرسالات والكتب في قوله تعالى:﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦  صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧  [الفاتحة: 6، 7] لأن الهداية لا تحصل ولا تمكن إلا باتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام والعمل بالكتب الإلهية، كما قال تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ [طه: 123].

وتشتمل على إثبات البعث والجزاء والحساب في قوله تعالى﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4]، لأن الدين في هذه الآية معناه الحساب والجزاء كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٨ يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ ١٩ [الانفطار: 18، 19]. وتشتمل على الرد على جميع الطوائف الضالة، وذلك في قوله ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦  صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧[الفاتحة: 6، 7]، فإن الطوائف الضالة إما مغضوبٌ عليهم وهم أهل الكتاب الذين آتاهم الله الكتاب وعلموا ولكنهم لم يعملوا بما أنزل الله فهؤلاء مغضوبٌ عليهم؛ لأنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به، وكل من عرف الحق ولم يعمل به فإن الله يغضب عليه من اليهود وغيرهم، وكذلك في قوله:﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ [الفاتحة: 7]، وهم الذين يعملون على غير هدى من الله ولا يتبعون ما أنزل الله، وإنما يتعبَّدون بالبدع


الشرح