والخرافات والمحدثات وما وجدوا عليه آباءهم من الضلالات والكفريات
والشركيات فهؤلاء ضالون؛ لأنهم يسيرون على غير هدى وعلى غير بصيرةٍ، وفي مقدمتهم
النصارى الذين يعبدون الله بالرهبانية التي ابتدعوها.
أيها الإخوة، ليكن لنا وقفةٌ مع هذه
السورة العظيمة فإن الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي يقول جل وعلا: «قَسَمْتُ
الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ -يعني الفاتحة، سميت الفاتحة
صلاةً وقسمها الله بينه وبين عبده- فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] قَالَ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي. فَإِذَا قَالَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3] قَالَ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. فَإِذَا قَالَ
الْعَبْدُ: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4] قَالَ اللهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي. فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]. قَالَ اللهُ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي. فَإِذَا
قَالَ: ﴿ٱهۡدِنَا
ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] إلى آخر السورة قَالَ اللهُ: هَذَا لعَبْدِي وَلِعَبْدِي
مَا سَأَلَ» ([1]).
إنها تشتمل على نوعي الدعاء، دعاء العبادة ودعاء المسألة، فأولها إلى قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ﴾دعاء عبادةٍ لأنه ثناءٌ على الله جل وعلا وحمدٌ لله وتمجيدٌ لله، فهو دعاء عبادة وفي قوله ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾إلى آخر السورة دعاء مسألةٍ؛ لأن العبد يسأل ربه الإعانة ويسأله الهداية إلى الصراط المستقيم ويسأله أن يجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين، فإنها سورةٌ عظيمةٌ، ولذلك يستحب أن يقال بعد الفراغ منها آمين (أي اللهم استجب)، فيستحب للمصلي من إمامٍ ومأمومٍ ومنفردٍ عند الفراغ من الفاتحة أن يقولوا آمين أي اللهم استجب هذا الدعاء الذي في هذه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (395).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد