السورة، فإن كانوا في صلاةٍ جهريةٍ فإنهم يجهرون بهذا التأمين ويرفعون به
أصواتهم لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ
الْمَلاَئِكَةِ، غُفِرَ لَهُ» ([1]).
أيها الإخوة، لنتأمل قوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ
ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾ [الفاتحة: 6، 7].
الصراط المستقيم هو الصراط المعتدل فالصراط هو الطريق، والمستقيم هو المعتدل، فنحن نسأل الله أن يهدينا الطريق المعتدل الذي يوصل إليه سبحانه وتعالى، الذي ليس فيه انحرافٌ، وليس فيه أخطارٌ، وليس فيه مهالكٌ بل هو طريقٌ مأمونٌ سليمٌ مستقيمٌ لا ينحرف بصاحبه يمنةً، ولا يسرةً حتى يصل إلى الله وإلى دار كرامته؛ وذلك باتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهم الذين أنعم الله عليهم ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ ﴾ [الفاتحة: 7] أي من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا كما قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]، فأنت تسأل الله أن يدلك ويرشدك ويثبتك على هذا الصراط، وأن يجعلك مع هؤلاء الصفوة من عباد الله الذين هم رسل الله وأتباعهم من المؤمنين ﴿وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]، فلا تستوحش إذا سرت على صراط الله، وعلى دين الإسلام وعلى طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا تستوحش إذا خالفك أكثر الناس؛ لأن معك صفوتهم وخيرتهم وهم الرسل وأتباعهم وحسن أولئك رفيقًا، فأبشر وافرح واطمئن أنك تسير على هُدًى وأنك ستصل إلى الله
([1]) أخرجه: البخاري رقم (747)، ومسلم رقم (410).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد