×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

إذا ثبتك الله على هذا الصراط إلى أن تموت عليه، ثم تسأل الله أن يجنبك طريق الفرق الضالة التي ضلت عن هذا الصراط المستقيم من اليهود ومن شابههم ومن أهل الضلال وهم النصارى ومن شابههم من أهل البدع والخرافات والمحدثات تسأل الله أن يجنبك طريقهم، وأن يحميك من شرهم ومن كيدهم، وأكثر الناس إما مغضوبٌ عليهم لأنهم يعرفون الحق ولم يعملوا به، وإما ضالون؛ لأنهم يعملون على غير علمٍ وعلى غير هدى وعلى غير صوابٍ وعلى غير اتباعٍ للرسول صلى الله عليه وسلم، فأنت تسأل الله أن يحميك من اتباعهم ومن الاقتداء بهم، وهذا مما يوجب على العبد المؤمن أن يبغض هؤلاء، وإذا أبغضهم وإذا عاداهم فإنه يتجنب طريقهم وألا يتشبه بهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) وألا يحبهم؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51] نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يهدينا وإياكم إلى طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلزمنا وإياكم السير على طريقهم، والمشي على مناهجهم إلى أن يتوفانا مسلمين مؤمنين غير ضالين ولا مضلين، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين. يقول بعض السلف: من فسد من علمائنا ففيه شبهٌ من اليهود ومن فسد من عبَّادنا ففي شبهٌ من النصارى. وهذه كلمةٌ عظيمةٌ فالعلماء الذين لا يعملون بعلمهم من هذه الأمة فيهم شبهٌ من اليهود الذين آتاهم الله التوراة وعرفوها وعقلوها


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).