×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 إلى ثلاثة أقسامٍ: أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون، وذكر جزاء كل صنفٍ منهم وذكر القيامتين أيضًا في سورة القيامة ذكر في أولها القيامة الكبرى ﴿فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ ٧ وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ ٨ وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ ٩ يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ ١٠ كَلَّا لَا وَزَرَ ١١ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ ١٢يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذِۢ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ١٣ [القيامة: 7- 13]، وذكر القيامة الصغرى في آخر السورة قال سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ ٢٦ وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ ٢٧ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ ٢٨ وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ ٢٩ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ ٣٠ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ٣١ وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ ٣٣ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ ٣٤ ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ ٣٥ أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى ٣٦ [القيامة: 26- 36]. والقيامة الصغرى يكون بعدها القبر وما فيه من الأهوال. القبر إما روضةٌ من رياض الجنة وإما حفرةٌ من حفر النار، وذلك أن الميت إذا وُضِعَ في قبره وسُوِّي عليه القبر، وانصرف عنه أصحابه يأتيه ملكان وتعاد روحه إلى جسده ثم يقعدانه فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول ربي الله والإسلام ديني ومحمد نبيي فينادي منادٍ أن صدق عبدي فافتحوا له بابًا إلى الجنة وافرشوه من الجنة فيوسع له في قبره مدَّ بصره ويفتح له بابٌ إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها فيصبح قبره روضةً من رياض الجنة، وأما المنافق والمرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، فينادي منادٍ أن كذب عبدي، فافرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار فيُضيَّق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه، ويُفتَح له بابٌ إلى النار فيأتيه من سمومها وحرِّها. هذا يكون بعد القيامة الصغرى وهي الموت، والبقاء في القبر إلى يوم يبعثون ثم إذا أذن الله سبحانه وتعالى بنهاية هذه الدنيا، وانتقال أهلها منها إلى الدار الآخرة فإن هذه هي القيامة الكبرى العامة، ولكن هذه القيامة لها 


الشرح