توفرت لكم المآكل والمشارب، طابت لكم المساكن لكن ماذا قدمتم من شكر هذه
النعم؟ إنها محسوبةٌ عليكم، إنها بثمنها محسوبةٌ عليكم ﴿ثُمَّ
لَتُسَۡٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 8].
هذه النعم لها ثمنٌ وليست سُدى إن شكرتموها صارت عونًا لكم على طاعة الله
وإن كفرتموها فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَإِذۡ
تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7].
فاتقوا الله عباد الله وتفكروا في سرعة الأيام، والأعوام، تفكروا في انقضاء
الآجال وتصرم الأعمار، تفكروا في أموركم قبل أن يأخذكم الأمر وأنتم على غِرَّةٍ
وأنتم لا تشعرون.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
***
الصفحة 3 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد