×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

ۡعَىٰ [طه: 66]، فعند ذلك ألقى موسى عصاه، فصارت حيةً عظيمةً التهمت كل ما ألقوه في الوادي من العصيّ والحبال، وهمت بالحاضرين أن تلتقمهم فخافوا خوفًا شديدًا فأخذها موسى بيده فعادت عصا كما كانت، فعند ذلك شهد السحرة أن ما مع موسى آيةٌ من آيات الله ومعجزةٌ من معجزات الأنبياء وليس هو السحر؛ لأنهم يعرفون السحر فآمنوا بموسى وخرّوا ساجدين لله. فعند ذلك غضب فرعون وهددهم بالقتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل من خلافٍ ولكنهم صبروا وتمسكوا بالإسلام وقالوا ﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ [الأعراف: 126]، فنفذ عدو الله ما أراد وماتوا شهداء، وعند ذلك زاد شر فرعون وقومه على بني إسرائيل قالوا: ﴿وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡ وَإِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَٰهِرُونَ ١٢٧ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ١٢٨ [الأعراف: 127، 128]، فصبروا ثم أمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر فخرج بهم ليلاً فلما علم فرعون بخروجهم غضب غضبًا شديدًا وجمع جنوده وأتباعه وخرجوا في أثرهم حانقين حاقدين، فلما صار وقت الصباح، وقت الإشراق وإذا موسى وبنو إسرائيل على حافة البحر وإذا فرعون وقومه قد أدركوهم من خلفهم فصار موسى وبنو إسرائيل محصورين بالبحر وبالعدو، قال أصحاب موسى: ﴿إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ [الشعراء: 61]، فقال موسى: ﴿قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ [الشعراء: 62] فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر فضربه بها فانفلق وتجمد وصار أسواقًا على عدد قبائل بني إسرائيل، كل قبيلةٍ لها طريقٌ يابسٌ فدخلوا


الشرح