×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الصلاة ومنع الزكاة وتناول المسكرات والمخدرات والمفترات من الخمور والحشيش والدخان والقات، وإذا هان عليه سقوط نفسه هان عليه سقوط غيره فيتحول من ناصحٍ إلى خائنٍ؛ ومن آمرٍ بالمعروف ناهٍ عن المنكر إلى مسالمٍ للعصاة ومداهنٍ، يرضي المخلوقين بما يسخط الخالق، وإن تظاهر بشيءٍ من الخير فهو مخادعٌ ومنافقٌ، ولقد حذرنا الله من هذا وأمثاله بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١١ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ عُتُلِّۢ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ ١٣ [القلم: 10- 13].

عباد الله: إن قلوب العباد تألف أهل خشية الله وطاعته، وتنفر من أهل معصيته، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا [مريم: 96]، فأخبر سبحانه أنه يغرس لعباده المؤمنين في قلوب عباده الصالحين محبةً ومودةً. وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: يا جِبْرِيل إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَْرْضِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فقال: يا جِبْرِيل إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي: يا أَهْل السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ قَالَ: فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَْرْضِ» ([1]).

وقد كتب معاوية رضي الله عنه إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن أكتبي لي كتابًا توصيني فيه ولا تكثري عليّ، فكتبت عائشة رضي الله عنها وقالت: إلى معاوية، سلامٌ عليك... أما بعد: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2637).