×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

المحرم ولا سيما اليوم العاشر منه وصيام يومٍ قبله أو يوم بعده، فالصيام لا ينتهي بشهر رمضان وإنما صيام رمضان هو الفرض والواجب، وأما صيام ما زاد على ذلك فإنه تطوع تجدونه عند الله سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨  إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩ [الشعراء: 88، 89]، يا من تعودتم على الصدقة وإخراج الزكاة في رمضان وتفقد المساكين والفقراء، داوموا على ذلك في غير شهر رمضان فإن الفقراء موجودون في كل وقتٍ وهم بحاجةٍ إلى الصدقة في كل وقتٍ والصدقة مقبولةٌ عند الله سبحانه وتعالى في كل وقتٍ وأبواب القبول مفتوحةٌ على الدوام في سائر العام.

يا من تبتم إلى الله في شهر رمضان، واصلوا التوبة في كل أعمالكم وفي كل أيامكم فإن التوبة مطلوبة في كل وقتٍ لا في شهر رمضان فقط فالذي لا يتوب إلا في شهر رمضان توبته مردودةٌ وغير مقبولةٍ لأن من شروط صحة التوبة أن يعزم ألا يعود إلى الذنب في كل حياته فمن تاب في شهر رمضان وفي نيته أن يعود إلى الذنوب والمعاصي بعد رمضان فإن توبته مردودةٌ عليه؛ لأنها فاقدة لشرطٍ من أهم شروط صحة التوبة فداوموا رحمكم الله على عبادة الله في كل حياتكم، واصلوا العمل الصالح فإن من علامة قبول الحسنات فعل الحسنات بعدها، ومن علامةِ قبول شهر رمضان، أن تكون حال الإنسان بعد رمضان أحسن من حاله قبل رمضان فإذا أردت أن تعرف هل عملك متقبَّل عند الله في رمضان فانظر إلى حالك بعد رمضان فإن كانت حالك أحسن من حالك قبل رمضان فهذه علامة القبول فاحمد الله واشكره وواصل العمل الصالح وإن وجدت أن نفسك وعملك أسوأ أو على مثل ما أن قبل رمضان من سوء العمل فاعلم أن باب القبول عنك مسدودٌ 


الشرح