على قيام الليل واصلوا قيام الليل في غير شهر رمضان من الشهور والأيام ولو
بنصيبٍ يسيرٍ تصلون كل ليلةٍ من آخر الليل ما تيسر لكم وتختمون بالوتر وتجلسون
للاستغفار ثم تحضرون صلاة الفجر مع الجماعة قال الله سبحانه وتعالى في وصف أهل
الجنة: ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨ وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ١٩﴾ [الذاريات: 17- 19]. هذه صفتهم على الدوام لا في
شهر رمضان فقط، ينزل ربنا سبحانه وتعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث
الليل الآخر؛ فيقول: هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ
فأغفر له؟ وذلك في كل ليلةٍ فتعرضوا لنفحات الله عز وجل في كل ليلةٍ اجعلوا لكم
نصيبًا من قيام الليل تداومون عليه ولو كان قليلاً واحرصوا على أن يكون من آخر
الليل لتكونوا من المستغفرين في الأسحار لتفوزوا بجنةٍ تجري من تحتها الأنهار.
يا من تعودتم على تلاوة القرآن في شهر رمضان، إن كتاب الله أُنزِلَ إليكم لتتلوه وتعملوا به في سائر الأيام فاجعلوا
لكم نصيبًا من تلاوة كتاب الله في كل يومٍ وارتبطوا بكتاب الله عز وجل ولا تهجروه،
اقرؤوه بتدبرٍ وتفهمٍ وعملٍ بما فيه. ليكون حجة لكم عند الله يوم القيامة فالقرآن
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حُجَّةٌ لَكَ أَوْ حُجَّةٌ عَلَيْكَ» ([1]) إن عملت به صار حجةً لك، وإن لم تعمل به صار حجةً عليك.
يا من تعودتم الصيام في شهر رمضان، اجعلوا لكم نصيبًا من الصيام في سائر السنة تطوعًا فهناك ستة أيامٍ من شوالٍّ، وهناك صيام الاثنين والخميس من كل أسبوعٍ، وهناك ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ وهناك صوم عشر ذي الحجة ويوم عرفة لغير الحاجِّ، وهناك صوم شهر الله
([1]) أخرجه: مسلم رقم (223).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد